المياه هي سر الوجود والبقاء، لا تشكل المياه عنصر وظيفي في العمارة الإسلامية بل تحمل قيمة ضمنية نابعة من الاعتقاد الديني، يقول الله عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) الأنبياء/30، تتجلى أهمية المياه في العقيدة الإسلامية في الوضوء وما يحمله من رمزية للطهر، أيضا السنة النبوية الشريفة تأكد وتحث على عدم الإسراف في المياه حتى لو كان الإنسان يعيش بجانب نهر جاري، تلعب المياه في العمارة الإسلامية دور جوهري على محورين أساسيين الأول رمزي كونها تمثل في الوضوء النقاء البدني والنفسي أيضا والمحور الثاني على الصعيد الوظيفي كونها تشكل عنصر فعال في تلطيف الجو في البناء سواء داخليا أو خارجيا، السبيل هو أحد الأبنية الإسلامية والتي استخدمت وظيفيا في توزيع المياه قديما على المساكن أو عابري السبيل. ازدهر السبيل تصميميا في العصر المملوكي حيث وجد السبيل كمنشئة مستقلة يعلوها الكتاب الذي كان يستخدم لتحفيظ القرآن، يناقش البحث الجوانب الوظيفية والجمالية كذلك الرمزية للمياه في سياق العمارة الإسلامية وتسلط الضوء على أحد أهم المنشآت التي تعكس تلك القيم وهو السبيل والذي يندرج تحت المنشآت الخدمية الخيرية من خلال المنهج الوصفي التحليلي يعرض البحث الجوانب الوظيفية والجمالية لمنشئة السبيل وكيف أنها صيغت لتلبي ليس فقط البعد الوظيفي والجمالي بل أيضا لتعكس القيم الرمزية النابعة من قيمة المياه في الإسلام يمكن صياغة مشكلة البحث في صورة عدد من التساؤلات: ما هي أهمية المياه كونها عنصر حيوي لجميع الكائنات في العمارة الإسلامية؟، ما هو مردود العقيدة الإسلامية على مخرجات العمارة في تلك الفترة؟ هل راعى المصمم المعماري الجوانب الوظيفية والجمالية فقط أم كان هناك بعد عقائدي خفي تحكم على المخرجات التصميمية؟ هدف البحث المياه هي سر الوجود والعنصر لاحيوي لكل الكائنات الحية، العقيدة الإسلامية حثت على الحفاظ على المياه في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بل كثير من الآيات توضح القيمة الفلسفية للمياه في الإسلام كونها ترمز للنقاء والطهارة. البحث يهدف إلى عرض تحليلي للقيمة المياه في الإسلام وكيف انعكس ذلك على الجانب التصميمي متمثلا في منشئة السبيل. والربط ما بين الفكر العقائدي والمخرجات التصميمية. منهجية البحث من خلال المنهج الوصفي التحليلي، يتم استعراض وتتبع أهمية المياه في الإسلام وما تحمله من قيم روحانية وإنسانية، كذلك رمزية المياه في الإسلام، وباتباع نفس المنهجية يتم عرض منشئة السبيل وعناصر التصميمية والاستدلال من ذلك على المنهجية الفكرية للمصمم المعماري وتأثره بالقيم العقائدية.